تفتقر الرواية طوال أحداثها - و بشكل متعمد - إلى تحديد عنصرى الزمان و المكان حتى أن الزمن العام الذى إمتدت عليه الرواية حددته الأديبة - مارى شيلى - سلفاً بأنه فى القرن الثامن عشر كما أتذكر ، دون تحديد أكثر من ذلك طوال أحداث الرواية . أما فيما يتعلق بالمكان فالتنقل بين الأماكن خلال أحداث الرواية لم يكن واقعى و منطقى خاصة مع إغفال كبير لطرق و آليات التنقل سواء من حيث وسائل المواصلات أو من حيث الإقامة بأماكن مختلفة بسهولة تامة دون ترتيب مسبق من شخصيات القصة .. الرواية فى العموم تتصف أكثر ما تتصف بأنها تغفل الكثير و الكثير من التفاصيل مما يخل بالنسق و السياق و لا يعطى القدر الكبير من إحترام عقلية القارىء ، و غير ذلك فقد كان الحديث مسهباً طويلاً طوال الرواية عن وصف الطبيعة و الأماكن حول شخصيات القصة من جبال و أنهار و محيطات و هضاب و غابات و خضرة و أمطار و برق و ضباب أو وديان و سهول و حشائش و ما إلى ذلك .. فقد أتى ذكر هذه الأمور بشكل كثيف و ممل و مرهق للقارىء إلى حد بعيد .. لقد أسهبت الكاتبة فى الحديث فى الوقت الذى كان ينبغى عليها فيه أن تصمت ، و لقد توقفت فى الوقت الذى كان ينبغى أن تضيف فيه مزيد من التفاصيل و التوضيح .
أمر آخر لا يجب إغفاله فى نقدنا للرواية و هو النظرة العنصرية تجاه المسلمين .. نعم إنها النظرة العنصرية تجاه المسلمين ، و كنت أحسب أن رواية فى ذلك الزمن لن نرى فيها أى عنصرية لكن يبدو أن هذا أمر موجود فى ثقافة الغرب منذ الأزل ، ففى جزء من القصة و لأكثر من مرة تم وصف المسلمين او كما جاء ذكرهم بأتباع محمد أو المحمديين ( و هو وصف معروف قديماً كان يهدف للإنتقاص و السخرية ) كما ذكرهم بضيق الأفق و محدودية الإرادة كما أن فى ذلك الجزء من القصة تم إسناد دور الشخص الخائن و الناقد للعهد و الوعد لشخص مسلم تركى ..
على أى حال كان هذا نقدى للرواية التى حاولت فيها شخصية الوحش أن تُظهِر ما إستطاعت من مشاعر إنسانية محتدمة أنقذت ما يمكن من القصة و إرتقت بها إلى مصاف الروايات الأيقونية .. لكنها تظل رواية تفتقر إلى عناصر كثيرة و لم يتم إنتاجها على أفضل نحو ممكن خاصة أن النسخة المنتشرة فى الأسواق هى الطبعة الثانية التى أتت أكثر تنقيحاً