ان الاحتلال الامريكي للعراق + الربيع العربي
هما عمليتان ظهرتا في وقت واحد وأهدافهما متشابهة جداً مع أهداف برنارد لويس وحدود الدم
كانت فكرة برنارد لويس تدور حول تمزيق الشرق الأوسط إلى عدة أقسام حسب طوائفه وعشائره وتبعه من بعدها خطط أخرى مثل حدود الدم وغيرها
تتفق هذه الخطط في مسائل محورية هي ملخص لجميع هذه المخططات :
1-إثارة الفتنة بين الأكراد والعرب السنة والعرب الشيعة في العراق:-
بمجرد أن غادرت الولايات المتحدة الأمريكية العراق عام 2011 وجدنا الربيع العربي قد اندلع ومن أولى الدول التي أصيبت بدائه هي سوريا... تركت الولايات المتحدة الأمريكية في العراق فتنة بين أكبر ثلاث طوائف في العراق وهي السنة والشيعة العرب والأكراد السنة... فأصبح الشيعة في الجنوب مستحوذين على السلطة بينما الشمال الغربي العربي السني قد بدأت تسيطر عليه الحركات الجهادية السنية التي اعتلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية والذي أعلن ما ادعى أنه خلافة عام 2014....بينما حفاظ الأكراد على سيطرتهم على ما تبقى في الشمال الشرقي وعلى عاصمة كردستان (أربيل)... إن الشد والجذب بين حكومة العراق الشيعية وحكومة تنظيم الدولة السنية ومدى العنصرية تجاه الطائفة الأخرى لكل منهما وكم المذابح بينهما واستقلالية كل منهما يهدد وحدة العراق. ستفاجئ حين تصفحك لأحد الصور التي تشير إلى خطط التقسيم والتي تم رسمها منذ التسعينات على أن خريطة الإقليم السني المستقل في العراق وسوريا يطابق خريطة داعش حالياً.
2-تفكيك سوريا:
طرح من عدة أيام فكرة من قبل احد المسؤولين تقول بفك سوريا لعدة دول... دولة للمعارضة ودولة للنظام ودولة للأكراد. وطبعاً هذا كله مطابق لفكرة التقسيم بل يعتبر تحديث عليها ... لأن فكرة التقسيم القديمة اعتبرت أن سيطرت النظام العلوي على شرق سوريا بأكمله إضافة لسيطرت السنة على ما تبقى من سوريا مندمجاً مع الإقليم السني في العراق كما هو الحال مع تنظيم الدولة الإسلامية حالياً. بينما لم يكن بالبال شأن المعارضة .. أي أنه في حال رواج الفكرة سيرى البعض أنها حل لحقن الدماء حتى لو لم يرضى أحد بها و سينتهي الأمر باستمرار سيطرة تنظيم الدولة على شرق سوريا ووسطها وفصل المعارضة بدولة إما في الجنوب أو في الشمال أو كليهما وإضافة إلى أن محافظة الحسكة أو لربما أجزاء من حلب أيضاً سيحتفظ بها الأكراد وما تبقى للحكومة... وقد قال لي أحدهم من قبل أن تتحول الثورة لحرب أهلية بأن هذه الثورة لن تنجح ولم أؤمن بقوله إلى أن ظهر أن كلامه صحيح وقد أصبح الأمر حرب أهلية. وسوريا مهددة بالتفكك.
3-توسع إسرائيل:-
إسرائيل التي لا تشبع محكمة سيطرتها على الجولان ومياه نهر الأردن وها هي تأكل بالضفة الغربية وسط تصفيق حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية الخائنة ... ولا يمكن لإنسان إنكار نوايا إسرائيل في بلوغ سيناء والسيطرة على قناة السويس. وستخوض كذلك حروب أخرى في المنطقة.
4-كردستان:-
وسط الحرب التي تهدد الأكراد في سوريا والعراق فبالتأكيد يفضل الأكراد الاستقلال عن العراق وسوريا. دولة كردستان هي الحلم الضائع للأكراد ... ولتحقيق ذلك نجد قوات الأكراد في سوريا والعراق تحاول حماية شعبها والانفصال على المنطقة... بينما تركيا والتي تحمل أغلبية الأكراد فلا ينكر أحد رغبة أهلها الجامحة في الاستقلال عن تركيا ومن ثم تجتمع تلك القطع المتفرقة لتلحق بها مدن الأكراد في إيران. ويتم تأسيس كردستان وسط الدول الأربعة (سوريا, تركيا,العراق,إيران) وعاصمتها أربيل. والدليل على هذه المحاولات العنيفة التفجيرات التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني في تركيا.